السعودية للشحن والصينية للشحن- شراكة استراتيجية لتعزيز التجارة ورؤية 2030

في خطوة بارزة لتعزيز العلاقات التجارية الوثيقة بين المملكة العربية السعودية والصين، أبرمت الشركة السعودية للشحن والخطوط الصينية للشحن مذكرة تفاهم استراتيجية على هامش فعاليات مؤتمر تحالف الشحن العالمي الذي انعقد مؤخراً في مدينة دبي النابضة. تهدف هذه المذكرة الطموحة إلى إحداث نقلة نوعية في عمليات التصدير، وتوفير خدمات لوجستية متطورة وعالية الكفاءة، قادرة على تلبية المتطلبات المتزايدة للسوق العالمية الديناميكية. وتجسد هذه الاتفاقية علامة فارقة وهامة نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 الطموحة، وكذلك مبادرة الحزام والطريق الصينية الرائدة، مع ضمان توفير سلاسل إمداد سلسة ومرنة تدعم مختلف أشكال التبادل التجاري بين البلدين الصديقين.
علاوة على ذلك، تضع مذكرة التفاهم إطاراً متيناً لتعزيز التعاون المثمر والنمو المستقبلي المنشود، ويشمل ذلك تنظيم الأنشطة التسويقية والترويجية المبتكرة، وتطوير الإستراتيجيات المشتركة الفعالة، مع التركيز بشكل خاص على تنسيق عمليات الشحن، واعتماد إستراتيجيات تسعير تنافسية، وتبني حلول مناولة ذكية وفعالة للبضائع التي تتطلب عناية فائقة ومراقبة عالية الدقة لضمان سلامتها وجودتها.
وفي تصريح له بهذه المناسبة، أكد الرئيس التنفيذي العضو المنتدب للشركة السعودية للشحن المهندس القدير لؤي مشعبي، على الأهمية البالغة لهذه الشراكة، قائلاً: "تمثل مذكرة التفاهم مع الخطوط الصينية للشحن خطوة جبارة إلى الأمام، ونتطلع من خلالها إلى توسيع نطاق صادراتنا في الأسواق الصينية الواعدة، وتقديم خدمات لوجستية متطورة ومبتكرة تلبي كافة متطلبات السوق العالمية المتغيرة. ونحن على ثقة كاملة بأن هذه الشراكة الإستراتيجية ستعزز مكانتنا كشركة شحن عالمية رائدة، وتسهم بشكل فعال في تحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة".
من جهته، أعرب رئيس الخطوط الصينية للشحن السيد وانغ جيانمين عن سعادته الغامرة بهذه الشراكة، قائلاً: "يسرنا الانطلاق في هذه الرحلة الإستراتيجية الهامة مع الشركة السعودية للشحن. وكلنا ثقة بأن توحيد قدراتنا ومواردنا المتميزة سيتيح لنا تحقيق قيمة مضافة كبيرة لعملائنا الكرام، وتعزيز الاتصال التجاري الحيوي بين قارتي آسيا والشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يحقق التكامل التام بين رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق. كما تتضمن المذكرة تشكيل فريق تنفيذي متخصص يضم ممثلين أكفاء عن الطرفين، وذلك لضمان التعاون السلس والفعال، وتحقيق أفضل النتائج الممكنة في المستقبل".
جدير بالذكر أن الشركة السعودية للشحن كانت قد أطلقت مؤخراً حملة ترويجية واسعة النطاق تحت عنوان "واصلين الصين في 24"، والتي حققت تفاعلاً كبيراً وإقبالاً واسعاً من الشركاء الرئيسيين، وأكدت على الطلب المتزايد على حلول لوجستية فعالة وموثوقة تربط المملكة العربية السعودية بالأسواق الصينية الرئيسية.
وتعتبر الصين الشريك التجاري الأكبر للمملكة العربية السعودية في مجال البضائع والمنتجات، حيث بلغت قيمة الصادرات 16.1 مليار ريال سعودي في عام 2023، وهو ما يمثل نسبة كبيرة قدرها 17% من إجمالي صادرات المملكة، الأمر الذي يؤكد الأهمية المتزايدة لهذا الممر التجاري الحيوي، والإمكانات الهائلة للنمو المستقبلي.
تجدر الإشارة إلى أن الشركة السعودية للشحن تسيّر في الوقت الحالي ما يقارب 20 رحلة أسبوعية منتظمة إلى المدن الصينية الرئيسية، بالإضافة إلى 5 رحلات أسبوعية إضافية تستخدم سعات الشحن المتوفرة على متن طائرات الركاب. ولمواصلة تعزيز الاتصال والتواصل التجاري، قامت السعودية للشحن مؤخراً بإطلاق خطوط شحن جديدة من مطار تشنغتشو شينتشنغ الدولي (CGO) في الصين إلى المملكة العربية السعودية، مما يسهل عملية نقل البضائع بالتعاون الوثيق مع كبرى منصات التجارة الإلكترونية والتجار ومقدمي الخدمات اللوجستية المعتمدين.
